اعتبر نقاد وإعلاميون أن الدراما التركية التي تقدمها mbc تجاوزت مرحلة رومانسية "مهند" في مسلسل "نور" إلى طرح قضايا اجتماعية وإنسانية، الأمر الذي جعل الأسر العربية تقترب بشكل أكبر منها لتعبيرها عن همومها اليومية.
وتبدأ قناة mbc عرض مسلسل "حد السكين" ذي الطابع الاجتماعي على قناة mbc1، بدءا من يوم 17 يناير/كانون الثاني الحالي، وذلك بعد انتهاء عرض مسلسل "الأجنحة المنكسرة" (دراما تاريخية عسكرية) يوم 16 يناير/كانون الثاني على القناة نفسها.
كما تعرض قناة mbc4 حاليا مسلسل "وتمضي الأيام" الذي بدأ عرضه يوم الخامس من يناير/كانون الثاني الحالي، ومسلسل "الحلم الضائع" الذي يتم عرضه حاليا أيضا على القناة ذاتها منذ يوم 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتقول د.نهاد إبراهيم ناقدة فنية مصرية لـ mbc.netإن الدراما التركية كونت شعبية كبيرة عبر الرموز الرومانسية التي قدمتها في مسلسل " نور" الذي أثار جدلا كبيرا في العالم العربي، غير أن هذه الحالة التي اعتقد البعض أنها طارئة استمرت في جذب المشاهد العربي لأن المسلسلات التركية بدت أنها تعكس تنوعا دراميا يستطيع أن يجعل الجذب لها مستمرا.
فبعد رومانسية مهند انتقلت الدراما إلى مرحلة جديدة، أسمتها د.نهاد مظلات درامية جديدة، سواء أكانت تاريخية أم اجتماعية، ولكن في قلبها قضايا إنسانية تعكس حيوية المجتمع التركي.
وفسرت استمرار انجذاب المشاهد العربي بأن القضايا الجديدة التي تطرحها المسلسلات التركية تقترب بشدة من الأحوال اليومية للمشاهد العربي، فضلا عن القرب الجغرافي والقيمي مع الأتراك.
السر في "العادي"
ويبدو أن الإعلامي زاهي وهبي في مقال له تحت عنوان "مهند السياسة" في صحيفة الحياة اللندنية سعى هو الآخر لكشف سر بقاء المشاهد العربي على عهده مع الدراما التركية بعد انتهاء مسلسل "نور" لبطله مهند.
وعزا أحد أسباب شيوع الدراما التركية واستمرارها بقوة إلى "عاديتها" حيث اشتاق المتلقي إلى مشاهدة ما هو "عادي" ويومي بعد إغراقه بالدراما التاريخية ودراما السير والكثير مما لا يمت إلى حياته اليومية بصلة، علما بأن الدراما العربية قدمت أعمالا عدة ناجحة وجيدة وأفضل بكثير مما شاهدناه بالتركي، لكن الأمر لم يرقَ ليصبح سمة عامة".
العلاقات الأسرية السبب
من جانبه، اعتبر أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور مجدي الدين خمش لصحيفة الدستور الأردنية أن تأثر المجتمع الأردني بأحداث المسلسلات التركية وصل إلى حد الإدمان على متابعتها ومشاهدتها، مشيرا إلى أن أسباب إقبال المواطنين عليها يعود إلى تناولها للعلاقات الأسرية التي ما يزال المشاهد العربي يتفاعل معها بشكل عميق وكبير.
ولم يخف خمش أثر هذه المسلسلات على قلوب وعقول المواطنين، إلى حد تفاعل الآخرين مع تفاصيلها التي أصبحت تأخذ حيزا واسعا من حياة المواطنين من خلال التعايش مع إحداثياتها، وبالتالي انعكاس ذلك على سلوكيات الآخرين.
ويبدو أن استقرار الدراما التركية في الذهن العربي بدا من استخدام رموزها بكثافة ليس فقط في عمل بضائع استغلت اسمي مهند ونور، ولكنها ألقت بظلالها على أرض الواقع العراقي؛ إذ سعى المرشحون في انتخابات مجالس المحافظات المقررة نهاية يناير/كانون الثاني الجاري إلى استغلال صور أبطال الدراما التركية للترويج لبرامجهم والدعاية لها.
قضايا إنسانية واجتماعية
اللافت أن الدراما التركية التي عرضت على المشاهدين في المنطقة العربية عبر قناة mbc انتقلت من العلاقات الرومانسية التي بدت بقوة في مسلسلي "نور" و"سنوات الضياع" إلى مناقشة قضية الشرف في مسلسل "لا مكان لا وطن" الذي أثار جدلا كبيرا في العالم العربي حول طريقة التعامل مع جريمة قتل الشرف، كما استطاع مسلسل "لحظة وداع" أن يؤصل لدراما من نوع خاص، إذ كيف يواجه الإنسان المرض وتداعيات ذلك على علاقاته مع البيئة الاجتماعية المحيطة.
وثمة تنوع في قضايا المسلسلات التركية الجديدة، فمسلسل "الحلم الضائع" يناقش العلاقات الاجتماعية إثر الكوارث الإنسانية، وهو يدور حول الشاب "عمر" إثر الزلزال الذي ضرب منطقة بحر مرمرة.
وعلى الرغم من أن مدة الزلزال كانت 45 ثانية؛ إلا أنها كانت كافية لتسرق من "عمر" والده ووالدته، ليقرر تغيير حياته بالانتقال من "يالوفا" التي دمرها الزلزال إلى اسطنبول. ويُظهر المسلسل الصراع بين الشعور بالذنب لدى "عمر" والرغبة في حماية الآخرين.
أما مسلسل "وتمضي الأيام" فيغوص بشكل أكبر في حالة إنسانية قلما تتعامل معها الدراما العربية؛ حيث يدور حول "أسمر" و"علي" الطفلين اللذين يتربيان في ملجأ للأيتام، ويجهلان ماضيهما، حتى يفاجآ -وهما في سن السادسة بطفلةٍ صغيرة "غزل" على باب الملجأ، فيقررا الاعتناء بها، ورعايتها.
غير أن القدر يتدخل في مصير الثلاثة، فيذهب كل منهم في اتجاه مختلف، حيث تصبح الفتاة طبيبة جراحة، بينما يعمل "علي" رجل شرطة، وتكون المفارقة الأكبر في أن ينضم الطفل الثالث إلى عصابة المافيا. وتمر سنوات طويلة إلى أن يلتقوا جميعا بعد مرور 23 عاما، فتبدأ الأحداث في التشابك.
أما مسلسل "حد السكين" فيدور حول "علي" الذي قضى بالسجن 10 أعوام بتهمة قتل زوجته الحامل بعد أن فشل في إثبات براءته من تلك الجريمة التي لم يرتكبها. وتقرر شقيقته المحامية "شمس" إعادة فتح ملف القضية من جديد، غير أنها لا تتوقع أن يمثل ذلك نقطة تحول كبرى في حياة الجميع.
عندما يصبح التاريخ مشوقا
وبخلاف تلك القضايا الاجتماعية والإنسانية، فإن مسلسل "الأجنحة المنكسرة" له صبغة عسكرية تاريخية ذات طابع عاطفي، يروي قصصا تدور أحداثها في مطلع القرن المنصرم، وتحديدا إبّان نشوب الحرب بين تركيا واليونان، وتؤدي أدوار البطولة ثلاث فتيات يعشن في بيت واحد (نازلي وابنتا عمها عائشة وزينب)، وتقوم الفتيات بإيواء هارب من الجيش اليوناني في بيتهنّ خلال الحرب، وعند اكتشاف القصة يتهم المختار "رجب" الفتيات بالخيانة، وخاصة بعد محاولاته الفاشلة في تزويج ابنه الوحيد كاظم لـ(نازلي).
وتبدأ قناة mbc عرض مسلسل "حد السكين" ذي الطابع الاجتماعي على قناة mbc1، بدءا من يوم 17 يناير/كانون الثاني الحالي، وذلك بعد انتهاء عرض مسلسل "الأجنحة المنكسرة" (دراما تاريخية عسكرية) يوم 16 يناير/كانون الثاني على القناة نفسها.
كما تعرض قناة mbc4 حاليا مسلسل "وتمضي الأيام" الذي بدأ عرضه يوم الخامس من يناير/كانون الثاني الحالي، ومسلسل "الحلم الضائع" الذي يتم عرضه حاليا أيضا على القناة ذاتها منذ يوم 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتقول د.نهاد إبراهيم ناقدة فنية مصرية لـ mbc.netإن الدراما التركية كونت شعبية كبيرة عبر الرموز الرومانسية التي قدمتها في مسلسل " نور" الذي أثار جدلا كبيرا في العالم العربي، غير أن هذه الحالة التي اعتقد البعض أنها طارئة استمرت في جذب المشاهد العربي لأن المسلسلات التركية بدت أنها تعكس تنوعا دراميا يستطيع أن يجعل الجذب لها مستمرا.
فبعد رومانسية مهند انتقلت الدراما إلى مرحلة جديدة، أسمتها د.نهاد مظلات درامية جديدة، سواء أكانت تاريخية أم اجتماعية، ولكن في قلبها قضايا إنسانية تعكس حيوية المجتمع التركي.
وفسرت استمرار انجذاب المشاهد العربي بأن القضايا الجديدة التي تطرحها المسلسلات التركية تقترب بشدة من الأحوال اليومية للمشاهد العربي، فضلا عن القرب الجغرافي والقيمي مع الأتراك.
السر في "العادي"
ويبدو أن الإعلامي زاهي وهبي في مقال له تحت عنوان "مهند السياسة" في صحيفة الحياة اللندنية سعى هو الآخر لكشف سر بقاء المشاهد العربي على عهده مع الدراما التركية بعد انتهاء مسلسل "نور" لبطله مهند.
وعزا أحد أسباب شيوع الدراما التركية واستمرارها بقوة إلى "عاديتها" حيث اشتاق المتلقي إلى مشاهدة ما هو "عادي" ويومي بعد إغراقه بالدراما التاريخية ودراما السير والكثير مما لا يمت إلى حياته اليومية بصلة، علما بأن الدراما العربية قدمت أعمالا عدة ناجحة وجيدة وأفضل بكثير مما شاهدناه بالتركي، لكن الأمر لم يرقَ ليصبح سمة عامة".
العلاقات الأسرية السبب
من جانبه، اعتبر أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور مجدي الدين خمش لصحيفة الدستور الأردنية أن تأثر المجتمع الأردني بأحداث المسلسلات التركية وصل إلى حد الإدمان على متابعتها ومشاهدتها، مشيرا إلى أن أسباب إقبال المواطنين عليها يعود إلى تناولها للعلاقات الأسرية التي ما يزال المشاهد العربي يتفاعل معها بشكل عميق وكبير.
ولم يخف خمش أثر هذه المسلسلات على قلوب وعقول المواطنين، إلى حد تفاعل الآخرين مع تفاصيلها التي أصبحت تأخذ حيزا واسعا من حياة المواطنين من خلال التعايش مع إحداثياتها، وبالتالي انعكاس ذلك على سلوكيات الآخرين.
ويبدو أن استقرار الدراما التركية في الذهن العربي بدا من استخدام رموزها بكثافة ليس فقط في عمل بضائع استغلت اسمي مهند ونور، ولكنها ألقت بظلالها على أرض الواقع العراقي؛ إذ سعى المرشحون في انتخابات مجالس المحافظات المقررة نهاية يناير/كانون الثاني الجاري إلى استغلال صور أبطال الدراما التركية للترويج لبرامجهم والدعاية لها.
قضايا إنسانية واجتماعية
اللافت أن الدراما التركية التي عرضت على المشاهدين في المنطقة العربية عبر قناة mbc انتقلت من العلاقات الرومانسية التي بدت بقوة في مسلسلي "نور" و"سنوات الضياع" إلى مناقشة قضية الشرف في مسلسل "لا مكان لا وطن" الذي أثار جدلا كبيرا في العالم العربي حول طريقة التعامل مع جريمة قتل الشرف، كما استطاع مسلسل "لحظة وداع" أن يؤصل لدراما من نوع خاص، إذ كيف يواجه الإنسان المرض وتداعيات ذلك على علاقاته مع البيئة الاجتماعية المحيطة.
وثمة تنوع في قضايا المسلسلات التركية الجديدة، فمسلسل "الحلم الضائع" يناقش العلاقات الاجتماعية إثر الكوارث الإنسانية، وهو يدور حول الشاب "عمر" إثر الزلزال الذي ضرب منطقة بحر مرمرة.
وعلى الرغم من أن مدة الزلزال كانت 45 ثانية؛ إلا أنها كانت كافية لتسرق من "عمر" والده ووالدته، ليقرر تغيير حياته بالانتقال من "يالوفا" التي دمرها الزلزال إلى اسطنبول. ويُظهر المسلسل الصراع بين الشعور بالذنب لدى "عمر" والرغبة في حماية الآخرين.
أما مسلسل "وتمضي الأيام" فيغوص بشكل أكبر في حالة إنسانية قلما تتعامل معها الدراما العربية؛ حيث يدور حول "أسمر" و"علي" الطفلين اللذين يتربيان في ملجأ للأيتام، ويجهلان ماضيهما، حتى يفاجآ -وهما في سن السادسة بطفلةٍ صغيرة "غزل" على باب الملجأ، فيقررا الاعتناء بها، ورعايتها.
غير أن القدر يتدخل في مصير الثلاثة، فيذهب كل منهم في اتجاه مختلف، حيث تصبح الفتاة طبيبة جراحة، بينما يعمل "علي" رجل شرطة، وتكون المفارقة الأكبر في أن ينضم الطفل الثالث إلى عصابة المافيا. وتمر سنوات طويلة إلى أن يلتقوا جميعا بعد مرور 23 عاما، فتبدأ الأحداث في التشابك.
أما مسلسل "حد السكين" فيدور حول "علي" الذي قضى بالسجن 10 أعوام بتهمة قتل زوجته الحامل بعد أن فشل في إثبات براءته من تلك الجريمة التي لم يرتكبها. وتقرر شقيقته المحامية "شمس" إعادة فتح ملف القضية من جديد، غير أنها لا تتوقع أن يمثل ذلك نقطة تحول كبرى في حياة الجميع.
عندما يصبح التاريخ مشوقا
وبخلاف تلك القضايا الاجتماعية والإنسانية، فإن مسلسل "الأجنحة المنكسرة" له صبغة عسكرية تاريخية ذات طابع عاطفي، يروي قصصا تدور أحداثها في مطلع القرن المنصرم، وتحديدا إبّان نشوب الحرب بين تركيا واليونان، وتؤدي أدوار البطولة ثلاث فتيات يعشن في بيت واحد (نازلي وابنتا عمها عائشة وزينب)، وتقوم الفتيات بإيواء هارب من الجيش اليوناني في بيتهنّ خلال الحرب، وعند اكتشاف القصة يتهم المختار "رجب" الفتيات بالخيانة، وخاصة بعد محاولاته الفاشلة في تزويج ابنه الوحيد كاظم لـ(نازلي).